وشُجونُه نَكَأَت جِراحَ تَأَلُّمي
ما عادَ ليلي يَشتهيني أُنسُهُ
بل راحَ يُغرقُني بوحشةِ مأْتَمِ
كم جولةٍ للبؤسِ نازَلْتُ النَّوى
وبريقُ سيفهِ قد تخضَّبَ من دمي
قد جاسَ وسواسُ الحروفِ بأضلعي
فاسَّاقَطت من نخلِها كالأَنجُمِ
وعلى قراطيسي تسحُّ غمامةٌ
في كلِّ خفقٍ من بروقي تنهمي
لو قَضَّني حلمٌ يُراودني على
إِرهاصِهِ لرَميتُ عنده طلسمي
أَنا موجَعُ الخَفَقَاتِ مكلومُ الحشَا
وَلَقَد نَزَفْتُ على العَذَابِ تَأَقلُمي
وهناكَ في فَلَكي تتوهُ كواكِبُ ال
أَحزانِ في صَدرِ السَّديمِ وترتَمي
تبكي وريقاتُ الخريفِ شحوبَها
وتطيحُ من سيفِ اليباسِ المجرمِ
يا أَيُّها الشَّجرُ الحزينُ أَمَا ترى
تلكَ النَّضارةَ كيفَ غابت في الطَّمي
لو هاجَ بي الشَّغَفُ القديمُ إلى الصِّبا
أَتراهُ يصدَعُ للصَّبابةِ ما ظَمي
العُمرُ يمضي باختلاجِ هواجسي
أَخِتامُهُ بالمِسكِ أَم بالعلقَمِ؟
لكنَّ حَبلَ الوِدِّ موصولُ الرَّجا
لو رَمَّ عَظمٌ لاشتهى لِتَنعُّمِ
بقلم أبي الحسن محب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق