ماذا أحدث ياأبي وأنا الذي
قاربتُ من خمسين عاما تُوجِعُ
قاربتُ من خمسين عاماً مُرَّةٍ
حتى إذا اٌنسلّتْ تُسَلُّ الأدمُعُ
فيحنُّ شيبي للشباب كأنّني
أصبو لغيثٍ في السماء فتمنَعُ
وكأنني أشكو يبوسَ شُجيرتي
وتخونني عيناي ما أتطلّعُ
ويمرّ طيفُ النعيِ حين مَسيِّتي
حتى اذا أصبحتُ عدتُ فأَفزَعُ
وبقيةٌ مما بقيْ من خاطري
ومليحةٌ وسَمَارُها يتصدَّعُ
ونضارة الخدّين جفَّ رويُّها
وطراوةُ الغزل الرهيف يودِّعُ
مازلتُ أندب من حظوظي ضِعفَها
مازلتُ من دميَ الجريحِ أُجَرَّعُ
ُ
كقصاصة الأوراق أشعر أنني
أسمو ، فأُحرَقُ ، كالرمادِ ...وأُوقَعُ
ُ
قد شختُ صبراً والأنينُ يلفّني
وحبستُ دمعي في عيوني تلمعُ
خجِلاً وأنّىٰ للصروفِ من الهوى
في مقلتيها جاع عشقٌ ألْوَعُ
ولكم ركبتُ من الهموم مطيَّها
ودفنتُ رأسي بالتراب و أَرفَعُ
ُ
حنّطْتُ نفسي للقضاء وإنني
ماكان من قدَري لربي أرجعُ
قد مرّ من عمري الكثيرُ ولا أرىٰ
إلّا خطىً للموت تقفو وتجمعُ
فشكوتُ من هول الزمان خطوبَهُ
وعلوتُ من صوتي لعلّي أُسْمَعُ
ومرارةُ الماضي تُسهِّدُ مقلتي
وضراوة اليأس القرين تروِِّعُ
وندى جراحي تستَمدّ ربيعَها
وشقاء أحلامي تَجرُّ وتدفَعُ
فأكاد من هول الخوالي عاجزاً
وأراني من صبري أَخُرُّ و أُصرَعُ
ُ
وينزُّ ينبوعُ الرجاء كأنني
أغفو وأصحو عند ربٍّ يشفَعُ
ُ
وأدور في فلك الفضاء لعلّها
سفنَ الهداية في بحاري تُشرَعُ
فتضجّ نفسي ثم يزخرُ شجوُها
فأرىٰ الحسينَ ، هو السفينُ الأوسعُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق