السبت، 21 يناير 2017

رثاء == مع أزكى تحيـاتي/ دارس أبو تمَّـام

رثاء
كما تغـرب الشمس غابت حليـمة
فمِنْ بعدها العيش من دون قيمة
فقــدْتُ الأحـاسيس لمَّـا طـوَتـها
يد المـوت عنـا وكانت سليــــمة
فـما عــدت أدري أغُــمَّتْ قُـــرانا
أم العين من فرط حزني كظيمة؟!
ومـاذا الـذي قد يعــيد اتِّـــزاني
وكـل العنـــاوين مثلـي يتيـــمة
فمِن حـوليَ الجـوُّ يبـكي عليـها
ودون انقـطاعٍ تنــوح البهيـــمة
ومـن أيِّ دربٍ إلى النــور أسعى
وكل الأمانــي أمامــي عتيـــمة
كأنِّـي إلى القبــر واريت روحـي
إلى جنب جـثمان أمي الكريـمة
وما حيلـة القلــب في دفع موج
من الحزن يجتاح نفسي الأليمة
فلــم أدرِ إلا وقـد مــات عــزمي
وعـند الدواهـي تمـوت العـزيمة
وأنَّـى ليَ الصبـر من حــرِّ جـرحٍ
طغى بل وأطغى جروحي القديمة
فحسبي من الصبر حَبْس انتحابي
وحسبي من البـأس كتـم الهزيمة
إلى رحمـــةالله ودَّعــــت روحـــاً
بِـنا ثـم بالخــلْق كانــتْ رحيـــمة 
سَمَــتْ بالسجـــايا عـــلى كـل أُمٍّ
وفي نسـوة العصر كانت عظيـمة
فلـم يغــوها اليـُسر يـوماً بدنـــيا
ولـم تغــرها يــوم عســرٍ غنــيمة
بــلِ اخــتارت العـــزَّ زيَّــــا وزاداً
وكان لهـا الصبــر نهـجاً وشِـــيمة
ولم تحـمل الحقـد يـوماً ســلاحاً
وعاشـت برغــم الأذى مستقـيمة
عليــها ســــلامٌ مـن اللَّه يســـمو
بهـا في فسيـح الجِــنان النعيـمة
فما مــات من أبعَـــدتـه المـــنايا
وذكـــراهُ في كل قلــبٍ مقيـــمة
مع أزكى تحيـاتي/
دارس أبو تمَّـام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق