الأحد، 9 أبريل 2017

جُنونُ شِعرٍللشاعر/ عصام محمد الأهدل


. جُنونُ شِعرٍ
الحُسنُ أضحى عَجيباً حينَ أحزَنَني
في غَيرِ هذا فَإِنَّ الحُسنَ يُسعِدُني
هُوَ الجَمَالُ أَراهُ .. أَنتَشي طَرَباً
لَكِنَّهُ اليَومَ بالأحزانِ يَغمُرُني
فاليَومَ أَبصَرتُ حُسْناً زَادَني كَمَداً
وَأَتخَمَ القَلبَ بالأَحزانِ والشَّجَنِ
أَبْصَرتُ نَهراً مِنَ العَلياءِ مُنحَدِراً
وَبانتِظامٍ بِلا مَجرى فَأدهَشَني
لِلحُسنِ وَالسِّحرِ أَوكارٌ بِمَنبَعِهِ
يَشُدُّني حُسنُهُ دَوماً وَيَفتِنُني
لا تُربَةٌ تَحتَ ذاكَ النَّهرِ أو حَجَرٌ
وَلَيسَ فيها صِفَاتُ المَلْمَسِ الخَشِنِ
بَلْ أَرضُهُ خِلتُها بَيضَاءَ ناعِمَةً
بِها قَلِيلٌ مِن الأزهارِ تُسحِرُني
الزَّهْرُ مُجتَمِعٌ بِوَسطِ ساحَتِها
لِلشَّمِّ واللَّمسِ والتَّقبيلِ يَجذِبُني
يُجَاوِرُ النَّهرَ والأزهارَ مُرتَفَعٌ
مِن بَعدِهِ مَنظَرٌ ثانٍ يُحَيِّرُني
نَفسُ الصِّفاتِ فَلا شَيئٌ يُمَيِّزُهُ
نَهرٌ ، وَزَهرٌ ، وَنَفسُ المَنظَرِ الحَسَنِ
أَعلاهُما كَوْكَبٌ والَّليلُ يَغمُرُهُ
أَرخَى عَلَيهِ خُيُوطاً باتَ يُذهِلُني
فَأَسرَعَتْ نَحوَهُ حَسناءُ تَحجِبُهُ
فِيها مِنَ النَّقشِ مَا قَد زَادَ يُبهِرُني
نَعَمْ جَمَالٌ وَلَكِن زَادَني شَجَناً
وَصَارَ دَمعِي العَصِيُّ اليَومَ يَخذِلُني
لا تَعجَبُوا مِن أُمُورٍ بِتّ ُ أَوْصِفَها
وَلا تَظُنُّوا بِأنِّي لَستُ بِالفَطِنِ
وَلا تَقُولُوا عِصٌامٌ مَسَّهُ خَلَلٌ
جُنُونُ شِعرٍ وَهَذا الفَنُّ مِن سُنَني
فَإنَّني قَد وَصَفتُ الآنَ فَاتِنَتي
وَجهٌ جَميلٌ بَكَا وَالدَّمعُ هيَّجَني
مِن ثَمَّ كَفٌّ وَبِالحِنَّاءِ قَد نُقِشَت
غَطَّت عَلَى وَجهِها مَنعاً مِنَ الفِتَنِ
عصام محمد الأهدل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق