السبت، 18 مارس 2017

أمي للشاعر // مصطفى محمد كردي

أمي
أمي إذا ما القلبُ أصبح كائنًا
بحياتِنا متكاملَ الأعضاءِ
ما زال يربطُني إليكِ بسِرِّهِ
حبلُ النَّقا متواصلَ الأقراءِ
هذا غذاءُ الرّوحِ يا أصلَ الهوى
يأتي شغافَ النّفسِ بالإغراءِ
الصبحُ كم يحلو بشمسِ حنانِها
والأمُّ رمشُ العينِ بالإغفاءِ
حملت همومي حين كنتُ ببعضِها
واليوم هَمُّ الأمِّ في الأنحاءِ
أنّاتُها خوفًا عليّ تحيطني
رغم اشتدادِ عزيمتي للرّائي
لكنها دومًا تراني طفلَها
فتلفّني بأمانِها و دعاءِ
الدّمعُ بحرٌ فاضَ من أحداقِها
فاعجب لبحرٍ غامرٍ بصفاءِ
اللهُ أوصى عبدَهُ بكتابهِ
بالأمِّ بعد عقيدةِ الإبراءِ
فالبِرُّ نهجُ الشّرعِ في أمّاتِنا
والأمُّ تاجُ الرّأسِ في الأحياءِ
وإذا الوفاةُ دَهَتكَ من إكرامِها
دعواتُ بَرٍّ دائمٍ بوفاءِ
رَحِمٌ بها وصلُ الرّحيمِ وقطعُها
قطعُ العظيمِ وجفوةٌ بجفاءِ
الأمُّ بابٌ للجنانِ فلُذ بها
والثَم ترابًا ضَمَّها لشفاءِ
فالأمُّ أرضُ الحبِّ تعطي حَبّها
وهي السّقايةُ رحمةً بسماءِ
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق