الاثنين، 26 ديسمبر 2016

صورةٌ للبديعِ المعتدل== بقلم الشاعر / حسين عوفي

صورةٌ للبديعِ المعتدل.
أدناه قصيدةٌ لأبي سعيدٍ الرّستمي،التي تبدو أبياتها لوعة الأسى لفراقِ المحبوبة،لم يطفئها جِناسٌ مستثقلٌ ولاطِباقٌ متكلّفٌ،بل تمضي الأبياتُ في سلاسةٍ ويُسرٍ،فتشبيهاتُها متساوقةٌ مع معانيها،والجناس لايقف عثرةً في سبيلِ إعطاءِ المعنى،بل نراهُ طبيعياً..كي يتلمس المتذوقُ الفارقٙ بين الإفراطِ والإعتدال.
حسين عوفي.
تقول القصيدة:
عزيزٌ علينا أن تشطّ منازله
سقتهُ الغوادي من عزيزٍ تُزايلهْ
..........
ولازالٙ عاديهِ دميثاً فٍجاجُهُ
وقُمْراً لياليهِ وصفواً مناهلهْ
............
يحلُّ عِزالُ الغيثِ حيثُ يحلّهُ
ويٙغشى كما يغشى الربيعٙ منازله
........
ومهجورةٍ طافت عليها يدُ النّوى
فلمْ تُبقِ في حاناتِها ماأسائله
...........
سِوى كُحلِ عينٍ مااكتحلتُ بنظرةٍ
إلى جفنِهِ إلّا شجتني مكاحٍلُهْ
.............
وقفتُ فأمّا دمعُ عيني فسائلٌ
عليهِ ،وأمّا وجدُ قلبي فسائله
.........
أُقلِّبُ قلباً مايخفُّ غرامُهُ
عليهِ،وطرفاً ماتجفُّ هوامِلُهْ
............
لعلّي أرى من أهلِ ريّا وإنْ نأتْ
بأرجائهِ شيئاً لريّا أُواصِلُهْ
.............
فأصبحتُ قد ودّعتُ ريّا ووصلٙها
كما ودّعتْ شمسٙ النّهارِ أصائلُهْ
...............
وقلبٍ إذا ماقلتُ خفّٙ غرامُهُ
وأبصرٙ غاويهِ وأقصرٙ عاذلُهْ
.............
دعاهُ الهوى فاهتزّٙ يهوى كما دعا
صٙبٙا الرّيحِ غصنٙ البانِ فاهتزّٙ مائله
..............
وهاجرةٍ من نارِ قلبي شببتها 
وقد جاشٙ من حرِّ الفراقِ مراجِلُه
...........
صٙليتُ بها والآلُ يجري كما جرى
من الدّمعِ في جفنيّٙ للبينِ جائله
*****""""**★"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق