شِغافي فَد حَوَتكَ فَلا تَلُمْني
أَلَسْتَ بِمُهْجَتي مِنْ صَغْرِ سِنِّي
وَإِنَّكَ في مَقَامِ الرُّوحِ دوماً
فَهَل أَسلو افتِراقَ الرُّوحِ عَنِّي
أُريدُكَ لو جَفاني كُلُّ حَظِّ
وَلا أَدري أَيُسْعِفُني التَّمَنِّي
تُرَدِّدُ لَحنكَ الدُّنيا بِصَوتي
أَمَرتُ جِرَاحَ قَلبي أَنْ تُغَنِّي
وَمَنْ يَسْتَعذِبُ الآلامَ مِثلي
جَعَلْتُ الحُزنَ في الأَوراقِ فنِّي
فَلي كَبِدٌ تَصَدَّعَ مِنْ حَبيبٍ
تَجَنَّى واستَبَدَّ بِهِ التَّجَنِّي
تعِبتُ مِنَ التِياعِ القلبِ وَجْداً
وَكَم أَرهَقْتَني مِنْ سُوءِ ظَنِّ
فَطَيفُكَ ماثِلٌ وَالعُمْرُ يَمضِي
وفي أَرَقِ الليالي شَاخَ جَفني
عَلا قَلبي بَياضُ الثَّلجِ حِلماً
وَنارُ الحُبِّ تَسلُبُهُ التَّأَنِّي
تَئِنُّ الرُّوحُ مِنْ أَوجَاعِ بُعدٍ
أَقُولُ لَها عَلى الأَحبابِ إِنِّي
سُلِبْتُ الصَّبْرَ واسْتُعمِرْتُ نَوحاً
عَلى جَزَعٍ وَصَارَ الَمُّ مِنِّي
رَقيقُ القَلْبِ مَكسُورٌ جَنَاحي
فَيا ربِّي لِنَفسي لا تَكِلْني
سَكَبْتُ دُمُوعَ أشوَاقِي عَبيراً
فَجُودي يا عُيوني لا تَضِنِّي
إِليكَ بَعَثْتُ آهاتي رَسُولاً
فَراسِلْني بِآهاتٍ وَصِلنِي
مَتى أَشْرَعتَ بابَ القلب خُذْني
وَأَدخِلْني إِلى جَنَّاتِ عَدْنِ
بقلم أبي الحسن محب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق