قصيدة : _سكرات_عاشق
****************
العيـــنُ تدمعُ والفــــؤادُ يراهــــا
والعقلُ يسبحُ في خيالِ رؤاها
.
والعاشقونَ على الدروبِ توحَّدوا
وأنا أنكَّــلُ في سعيــــرِ هواها
.
أحببتُها وغرستُ قلبي في الثَّرى
فلعـلهُ قبـــل المـمـــاتِ يراها
.
فدنت إليــه دنوَّ صِـــلٍّ في الدُّجى
والكبـرُ وقــعٌ في رنينِ خُطاها
.
ونأت عن القلبِ الشجيِّ وفي النَّوى
مات ارتقــابي أن يخـرَّ نداها
.
أمسكتُ بالقلبِ الجريــــحِ مطببــــاً
فأرى الدواءَ لهُ عروقَ دماهــا
.
ووصفــــــتُ للقلبِ الدواءَ فسبَّنــــي
إن لم تمت فأنا أموتُ فداها
.
أضحى الجمالُ إذا افتقرتُ إلى العُلا
مالاً وفيراً في الحياةِ وجاها
.
الحســنُ حام على البلادِ وقد رأى
في شعـرِها داراً لهُ فَعَلاها
.
والنــــورُ طاف بوجهها في ظلمــةٍ
صبغت جميعَ الكائناتِ سواها
.
عينــــانِ لو نظــــر الدعـــاةُ إليهما
رمقــوا ضراغمَ جوَّعاً وشياها
.
والنيـــلُ أقســم مُذ ترشَّفَ ريقَها
باللهِ مُذ رشف الرضابَ تباهى
.
فرَّ الربيـــــــعُ من الزمانِ وقصدُهُ
حتــــى ينكّـــلَ بالزمـانِ رُباها
.
وبكـى النسيـــــمُ لحزنِهِ ولفاقةٍ
ثم ارتأى فيهــــــا الهنا فحواها
.
والتُربُ لاثم أخمصيهــــا فاكتوى
والأرضُ وارت شوكَها وحصاها
.
سارت وقلبـــي لا يفـــارقُ ظلَّها
والدَّمُّ في كلِّ العـــروقِ تناهى
.
نظـــــرت إليهِ وقد أدارت عِطفَها
وتحركت صـــوب الذبيحِ يداها
.
أخذت به والكيــــــدُ وطّــــن قلبَها
ورمت به فــــور اتقــادِ قواها
.
فجلســـت أبكي والدموعُ تلألأت
قد شاع في كلِّ الفضاءِ ضياها
.
المـــــرء يسلـــــو ما يعكـرُّ صفوه
وأنا توطّـــــد بالفـــؤادِ صداها
.
سأظـل فــي أيـام عمري بعدها
أشتــــمُ طيباً من قليلِ شذاها
.
رحلـــت فصـــار الحلقُ مرَّاً علقما
والأرضُ أنَّت يابســــاً ومياها
.
والقلــــبُ ذاق الهـــــمَّ بعد رحيلِها
ياليتــــه قبــــل الرحيلِ سلاها
.
هل للفــــؤادِ إلـــى الهيــامِ وسيلةٌ ؟
هل للفقيرِ بأن يدوسَ ثراها ؟
.
الكـــلُّ يلعـــنُ ذا الفقيــــرَ وأهلَـــه
وأرى علـى نعلِ الثريِّ شفاها
.
من ذا الذي استلب الفقيرَ مودةً؟
من ذا الذي تحت الترابِ طواها؟
.
لا لن أعيشَ وفي الحيـــاةِ مذلتي
لا لن أعيشَ وفي الحيـــاةِ سناها
.
شعر : #_شرف_أحمد_عبدالناصر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق