الأرْضُ
...
أَبَدًا تَرَانِـــــــي بِالرَّبِيــــــــعِ زُهُورَا
وَالغَيْثُ تَـــاهَ مَـــــــعَ الفَضَاءِ دُهُورَا
....
وَلَكَمْ رَجَوْتُ مِـــــنْ السَّمَاءِ بِتُرْبَتِي
دَمْعًا يُعِيدُ إِلَــــــى النُّّفُـــوسِ سُرُورَا
....
وَتَشَقَّقَتْ مِــــــنْ ذَا الجَفَــــاءِ قِفَارُهَا
وَالغَيْمُ يَأْبِـــي فِــــــي السَّمَاءِ عُبُورَا
....
وَتَسَاءَلَتْ أَرْضِي الحَزِينَــةُ يَا تُرَى
هَلْ ظَلَّ حَظِّي بِالزَّمَــــانِ صَبُورَا؟
.....
كَمْ شَاقَنِي شَدْوُ الطُّيُـــــــــورِ بِرَبْوَةٍ
مَا عَـــــادَ دَوْحِــــي لِلطُّيُورِ مُرُورَا
....
وَتَجَمَّعَتْ فِيهَــــــا الوُحُوشُ لِنَهْشِهَا
مِنْ كُـــلِّ فَـجٍّ كَــــــي تَعِيثَ فُجُورَا
....
شَجَرِي تَمَـــــــرَّدَ وَالغُصُونُ سَلِيبَةٌ
وَرَقِي تَطَايَـــــــرَ بِالرِّيَــــاحِ سُفُورَا
....
وَالنَّهْرُ عَادَ كَمَــــــــا القِفَـــارُ مُشَقَّقًا
وَالمَاءُ ظَلَّ كَمَــــــا السَّرَابُ غُرُورَا
.....
مَادَا يُضِيرِ مِـــــــنَ الجُرُوحِ بِمَيِّتٍ
وَالمَــــوْتُ هَيَّـــــــــأَ لِلْجُرُوحِ قُبُورَا
....
لاَ يَبْرَأَنَّ مِــــــــنَ الجُرُوحِ إِذَّا بَدَتْ
فِي كُـــــــلِّ نَفْسٍ لاَ تُــــرِيدُ ظُهُورَا
...**
أَمَّــــــــا العَزِيمَـــةُ إِنْ تَوَقَّدَ جَمْرُهَا
لاَ تُبْقِيَنَّ إِلَـــــــــــى الجُذُوعِ جُذُورَا
....
وَسَتَحْرُثُ الأَرْضَ القِفَـــــــارَ إِرَادَةً
وَسَتَنْثًرُ الرُّبْــــــــــعَ الحَزِينَ بُذُورَا
....
وَالزَّهْرُ يَحْــــيَ وَالرَّبِيــــــعُ يَعُودُهُ
وَالغَيْثُ يُهْـــــــــدِي لِلتُّرَابِ بُحُورَا
....
وَالوَحْشُ يَهْرُبُ مِنْ نُفُوسِ زُهُورِنَا
قَدْ هَابَ فِــــي أَرْضِ الإِبَاءِ نُسُورَا
...
مَـــــــا ظَلَّ غَـــازٍ بِالتُّرَابِ يَشُوبُهُ
وَالعَزْمُ عَادَ إِلَــــى النُّفُوسِ جَسُورَا
...
بلقاسم عقبي
01/02/2017

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق