النمل - المرتكزات الأساسية لبناء النفس الانسانية
بقلم عبد الامير الشمري
القسم الرابع
الإبداع
الإبداع
طفله في عيد ميلادها الأول سارت خطوات متزنة ثم سقطت أرضا ثم حاولت عدة مرات .. فلم تنجح أجهشت في البكاء ورجعت إلى سابق عهدها تزحف وتقف و أصرت على أن تقوم بمحاولات متعددة لكي تؤكد للحضور إنها قادرة على المشي لأكثر من خطوه … هذا النمط من التفكير و الإصرار يؤكد أن حالة النهوض عند الإنسان حاله متأصلة في مفاهيم الطبيعة حيث أن المشي والوقوف والزحف كلها عوامل تؤثر في حياتها الطبيعية والزمن .. والإصرار هو حاله من حالات التصميم والعزم على تحقيق الشي وجعله مؤثرا في حقل تفكيره.
إذا ما هو المردود الفعلي لهذه الطفلة ..حتما هو الإصرار.. هو النهوض بمستقبل الحياة والسير بها قدما نحو تحقيق غايتها بالطبع هذا التفكير لا نوعزه للطفلة ولكن تشعر وكأن الطفلة عندما تكبر وتصل إلى مرحلة معينه من العمر يراودها نفس التفكير وكأنها عاشت تلك الفترة وبدأت المفهوم … أي أنها خليقة وجدت لهكذا أن تكون .
إننا ندرك العمق في تفكير هذه الطفلة ونؤكد أن الخطوة الأولى هي خطوات متعددة ينسقها الزمن وتهتم الطبيعة بمسارها .. أنها مدركة لأبعاد قضيتها الأولى .. هي الحركة في حيز مسموح لها وعليها استيعابه بالقدر الكافي واليأس مسألة غير موجودة في ذاكرتها وان وجد فهو وهم لا يصف بأي قوة ذاتية محركه لان الاندفاع الغريزي ذات صله كبيرة بأن يوقف بقية الايعازات وعليه فأن حسابات المستقبل هي موجودة في وجدان هذه الطفلة بشكل مصغر عما يدركه الكبير ، قيل أن جملا في الصحراء وفي إحدى خلواته المعهودة في عمق الصحراء رأى نفسه ملكا على هذه الصحراء بطابع الحق لآن الاختيار في محله دون منازع ولآن الطبيعة في الصحراء تتميز بالقسوة ، كما تمتع أيضا من حرارة وجفاف وعواصف رمليه قاتله، وجو قاسي بالفعل وكل هذا فأن الجمل حامل لواء هذه الصحراء هو ألاحق في البقاء والوجود على هذه الطبيعة إذ إدراكه في محله وتنصيب نفسه ملكا كان قرارا حكيما بني على أسس لما يتمتع به الجمل من صبر على الحر والجوع والعطش وصده للرياح الرملية وتكيفه .. كلها شواهد شاخصة أمام تحقيق هذا الحلم انه فعلا ملكا بدون منازع.
فثارت ثائرة الأسد ومن معه ومن حوله .. كيف يتجرأ هذا الجمل ( البعير ) أن يكون ملكا وهو يعلم مسبقا لا ملكا على هذه الغابة بما فيها الصحراء هو الأسد بدون منازع لما يتمتع به من قوه وشراسة وذكاء وخفه في الحركة والتصور وتخشاه الحيوانات التي هي اقل مقدرة منه أو بموازاته ولكن اعترافهم جميعا بأن الأسد ملكا حقيقيا على هذه الغابة جاء بالإجماع سوى من الوحوش المفترسة التي معه أو من الحيوانات الضعيفة التي لا تخشى الأسد فقط و أنما كل حيوان له المقدرة على البطش والإيذاء ، إنها سنة الحياة ليست في الغابة ولكن على كل ما هو مسمى أرضية مشتركة تعيش عليها كل الكائنات الحية بما فيها الضعيف والقوي.
وعلى ضوء ذلك اجتمعت الحيوانات الضعيفة فيما بينها لاتخاذ قرار مناسب وبعد استعراض الأوضاع السائدة في الغابة تبين أن خوض تجربة جديده مع غير الأسد وجماعته مسألة مطلوبة أن الأسد بتجربته لم يعطي للحيوانات الضعيفة أي امتيازات منذ الخليقة فلا مانع من منح الولاء للجمل عسى أن تكون الصورة عكسيه فاحتمالات الخسارة مع الأسد وارده ولكن مع الجمل احتمالات الربح موجودة أيضا .. إذا نتبع الجمل ونعلن الولاء له لنرى ماذا ستكون الصورة… انه حتما قرار صائب مبني على المجازفة وعلى الانتقال من واقع لآخر إنها مسألة تؤكد إصرارها على أنها نموذج من القفزات النوعية في تاريخ هذه الغابة والدخول في هذه التجربة والتفاعل معها سيعطي حتما مردودا أفضل مما كانوا عليه مع الأسد .. انه اختيار نابع من الإصرار على تبديل الصورة القائمة بصوره أكثر اعتدالا مما سبق.
فالحيوانات الضعيفة عانت ما عانته من الأسد وجماعته وشروره وبطشه وحقده ولؤمه إذا عسى أن يكون الجمل صاحب القلب الدافئ والصبور يتحلى بأهمية خاصة في تبيان الرؤيا الجادة لعكس صورة الانتقال وتبديل واقع الصحراء إلى موقع تعتاد عليه بقية الحيوانات كما استطاع الجمل أن يثبت أقدامه على أرضية هذه الصحراء .من هذا المنطلق وبهذه الروحية من التفكير العقلاني والجاد وجدت الحيوانات نفسها ملزمة بالولاء للجمل دون سواه ليس تزيفا ولا خوفا ولا محبه لآن قدرية تلك الحيوانات جعلتها أن تعيش تجربه جديده تخوضها بنفسها بعيدا عن الخوف والإذلال .. إذا مسألة النجاح لا يقع عاتقها على الجمل وحده و أنما مرهونة بهم من خلال نقلياتهم وادائهم الجيد لكونها تجربه جديده يجب أن يخوضوا غمارها بروح من الاندفاع الواعي المنظم المعتمد على ركائز قويه لها أسس فعاله غير قابله للسقوط أو الميل مهما كانت قساوة الحياة والطبيعة إنها رؤيا جديده في عالم جديد أكثر قساوه من وجوده في الغابة المليئة بأحلام الخيال و النزهه وما توفرت من ثروات طبيعية قادرة على البناء فيها مدة أكثر دون عناء وجهد إضافيين هذا التوافق المبدئي بين طروحات الجمل وموافقة الحيوانات المستضعفة لم يكن نتاج حالة عكسية لما كان يدور في الصحراء من جانب وما يدور في الغابة من جانب أخر .. أنه استلهام لروح المثابرة والجري وراء الاختيارات المطروحة .. وما هو الأفضل هذا ما ينجلي بصدق ومسؤولية تجاه الطروحات الجادة والفاعلة من قبل الجمل كرائد مبدع في ميدان التصور والتلهف والاندفاع المبدئي من قبل تلك الحيوانات التي كانت أسيره ورهينة الخوف والتضليل .أنها أيضا مسألة تعبر عنها حالات كثيرة في الرؤيا التصرفية وما ينسجم عنها هذا الحلم الوردي الذي كان أساسه الجمل وقاعدته القبول المبدئي .. أن هذه القفزة النوعية في حياة قطيع كبير من الذين يشعرون انهم ليسوا سوى موائد ووجبات تقدم بكل يوم لهؤلاء المتخمين الشرسين الذين لا تمنعهم رؤية لا يتصرف بها الغير. وما تحويه أنانيتهم ، أن الترابط العضوي بين المبادئ والخطوط العريضة التي صاغها قائد الصحراء والجمع المثالي من الذين سقطت على مساحات اشتغالهم الخير والرفاه لتلك الغابة الغناء بكل ما تحتويه ولكن لكونه طبق شهي لاؤلئك الأوباش الذين يفهمون القيادة على أنها التسلط والبطش وتوفير الراحة وكل ما تطلبه عناصر الراحة على حساب تعاسة وخذلان وتدمير هذه المساحات الكبيرة من مجا ميع الشغليه الحقيقية التي تمتد عطائها إلى كل زاوية من هذه الغابة.
نحن ندرك تماما أن تلك الصيغ المقترحة ستكون خطوه تتبعها خطوات كبيره لمستقبل زاخر بالمحبة والعمل والإبداع والتصرف المعقول وبحدود إمكانيات الحالة المطلوبة لقد كانت للاعتبارات المطروحة من قبل الجمل تشكل نقله نوعيه في حياة التصرف الطبيعي لعموم الحيوانات ولكن هاجس الجمل كان نابعا من إيمان مطلق بنجاح التجربة وذلك لعدة اعتبارات فيها الاندفاع الطوعي والسلوك المميز من قبل الحيوانات المستضعفة ، الأصالة التاريخية التي يتمتع بها الجمل صاحب الإرادة القويه . التوافق المبدئي بين الحالات المطروحة على بساط التنفيذ ، الأجواء الصافية ألنابعه من إيمان كل واحد أو كل طرف من الأطراف ، الحتمية المطلقة بالنجاح كما هو مخطط له من قبل كل الأطراف إذا هذه القوى الايمانيه بأن يعم الخير جميع من يقف على هذه الطبيعة وعلى ارض صلده تؤكد له أن مبررات النجاح حالة مرهونة بالعمل الجاد والمثمر..
وعلى هذا الأساس وضعت الخطوة الأولى في بداية المسيرة الطويلة التي سيقودها الجمل مع الخيرين من أبناء هذه الطبيعة.. إذا إدراكه منا بأن تكون حالة الرؤيا حالة صافيه تنسجم مع توقعات المرحلة المقبلة . تعطي أهمية للدروس التي سيتم تحويلها إلى أداة فعاله في تثمين حالة الرؤيا.. إذا أهم شي هو أن تكون بداية التخطيط سليمة حتى لو كانت ذات مردود صغير جدا الهدف منها هو أن تكون الخطوة أو البداية سليمة جدا لآن التراكمات الجذرية ذات صلة بالتطور سيكون على شكل بناء هرمي قاعدته كبيره جدا وهذا يعني أن الانتصار أداة فعليه تؤكد التزام الجمل والطرف المقابل هو التزام مبدئي وليس مرحلي على حد التعبير إذ نحن ندرك أهمية الوصول إلى بداية الطريق حتى تكون المسيرة باتجاهها الصحيح لان هذا الاتجاه يجب أن يكون ذا محور عزمي .
لماذا تصرف الجمل أن تكون البداية بمسيرة بسيطة هدفها أن تضع المردود الأولي ولكن جزئيا كحاله كبيره والمردود اكبر واكبر ، أن الجمل بتصرفه هذا يعطي الدلالة لكل المتغيرات على الساحة سوى كانت الصحراء من جانب أو الغابة المعزولة من شغيلتها من جانب الأخر لآن التفكير يقوده انه ليس هو الوحيد في هذا العالم يتصرف بصورة صحيحة ولابد من وجود مقابل له بالطرف الأخر من الصحراء أو الغابة مثلا منها الأوفر نباتا ولابد من أن يفكر وبطريقة أخرى حتمية هجرت الشغيلة لكي يسد النقص الحاصل وتعود الحالة إلى سابق عهدها وهناك تصبح مسألة التوازن حالة ذات خيارات متعددة بين الرجوع والطموح. هذه المعادلة قد تصيب البدا يه نكسة قوية تؤثر على كل ما هو مخطط له. إذ يجب أن يتصرف الجمل مرة كجمل ومرة كبعير هذا التباين في الشخصية تعطيه حاله تصحيح مستمر بين العقلية المتاحة والعقلية المتذبذبة بالرؤيا والاندفاع والاحتفاظ بحالة النهوض على كل ألا صعده . إذا لابد من وجود تكتيك على الصعيد المنطقي وعلى الصعيد العمل نفسه هذا التكتيك يعطيه حرية الحركة والتصرف بشكل أكثر وتكون الساحة التي يلعب عليها ساحة كبيره ولكن واضحة المعالم وليست ساحة صغيرة لا تدرك أبعادها هنا مسالة تتطلب الوقوف بمن يبدأ الجمل وبمن يبدأ البعير نحتاج إلى صورة أوضح وادق حتى تحقق الخطوة الأولى على صعيد الخطوات اللاحقة أن التطلعات الجديدة للجمل تؤكد على حرصه في أن تكون المسيرة مسيرة جادة ومخلصة وبناءه هدفها أن يسود العدل والسلام حياة الآخرين ودون تهديد وخوف بالاضافه إلى بناء حضارة جديده مرتكزاتها الأسس الحضارية المبنية على التفاهم والمنفعة المتبادلة هذه التطلعات أعطت للجمل اندفاعات جديدة لكي تكون مستلزمات العمل مهيأة لخدمة المسيرة الظافرة.
إذا كل الأفكار التي كانت بذهن الجمل أصبحت مهيأة لتكون بداية لمسيرة طويلة. وعلى هذا الأساس فـأن الأيمان بأن تكون الخطوة الأولى سهلة وبسيطة حتى يشعر الجميع بأن العملية ليست بالصعوبة التي يتصورها الآخرين وإنما هي بداية الخطوة الأولى لخطوات أكثر ولمراحل متعددة، إذا البناء الفوقي هي أحد مستلزمات البداية ومن ثم تبدأ التغير الفعلي والعمقي أي البناء التحتي …ولكن لابد من وجود أسس ومرتكزات سليمة لكونها حقيقة الثبات والوجود ، إننا يجب أن لا نخطىَ بأن البناء الفوقي معرض لكثير من السقوط في مراحل معينه أو حتى التدمير لان الأفكار وبنيتها بأن من حصيلة التجربة ذاتها ومن الاقتدار الأولي وهذا الاقتدار لربما يتزايد حجمه وبالتالي يفرض موقعه على الجميع فلا بد من مسايرة المسيرة بكل ما تتطلبه حركة الأفعال التي تكون احد المسببات لبناء الصحراء بناءاَ سليما .
أن النظرة الثاقبة والأفكار المحكمة والوضوح في الرؤيا جعل الجمل يخشى حالتين معينتين لربما تكون السبب في انهيار كل ما بناه أو على الأقل ما يصب إليه نظرياَ قبل أن يخوض هذه التجربة الخطرة والمكلفة إنها مسألة لابد من إعطائها الاهميه ، أن إحدى هذه هي ما يتعلق بالذات أي الأنا كما هو معروف والثانية هي الصحراء وما تعززها من أشياء غير منظوره ، أن الأنا تتحكم بالجمل ونابعة من إصراره وثباته على تغيير الصحراء له واقتداره المتكامل على امتلاكها دون منازع أنها مسألة ليست نابعة من حب الذات فقط وإنما من الأرضية والثبات الصلب التي يقف عليها الجمل باقتدار معروف … هل أن الأنا ستزول تدريجيا لصالح الغير هل سيخسر أشياء كثيرة من جراء تفكيره الجديد .. إذا صراع الأنا قوي لدى الجمل ولكن الطموح والاندفاع والإبداع حالة تفوق حالة الأنا لان الأنا الأكبر حسب تصوره وتفكيره ولا توجد أنا بديلة أنها ستضعه فوق القمة بعد أن كان في العتمة هذا التصور لدى الجمل جعل تفكيره مناط بما يقدم عليه اولا وما سيترك أثرا على حياته ثانيا… ذا الصعوبة هو التخلص من هذه الأنا الصغيرة أو بالأحرى ركنها جانباَ ولا تجعلها تغطي على منطقه وتفكيره واحياء ما هو أهم وأكثر أهمية في مسيرة حياته إننا ندرك صعوبة صراع الجمل مع الأنا ولكن ماذا ندري ما يخبئ له القدر لربما النهوض الأكثر ولربما السقوط نحو الهاوية ويخسر كل شيْ حتى الأنا الصغير ، إذا التعامل أصبح دقيقا ويحتاج إلى حكمة في النزول عند رغبة الأنا وبالتالي تحطيم الكابوس الإكبر.
ذا هناك واجهة أخرى لا تقل أهميتها عن الأنا الصغير هو الجانب الآخر .. الطبيعية …. أي الصحراء ، كيف ستمنح لهذا القطيع الهائل من الحياة أن يعزز ممتلكاتها وتراثها الحضاري وميزاتها من بقية المساحات الأخرى .. إذا الصحراء لها ما يفسر على أنها بداية لصراع جديد.. كان صراعها مع الجمل نابع من انصياعها لرغباته ولكن ماذا لو كان هناك أكثر من جمل أكثر من حالة صبر كما كان يتميز بها الجمل.. هل البقية الباقية يتمتعون بنفس الميزة الموجودة لدى الجمل .. هناك بداية لكل صراع ولكن ليست هناك نهاية كما يقال انه صراع مستمر الكل من اجل البقاء ، أن العظمة في الأشخاص هو مقدار أدائهم واحترامهم لقوانين الحياة ولهم درجة أكثر من غيرهم لهذا السبب إذا العظمة هو الشعور بالانا الكبيرة التي تجعل منهم أشخاص غير عاديين لأنهم يمتلكون حالة الرؤيا الأكثر وضوح ومعالجتهم لنواحي الحياة تفوق حالة التصور الاعتيادي إذ هم في صنف أعلى من الصنوف التي يقف عندهم الآخرين والذين لديهم نفس الشعور ولكن ليس باندفاع كما هو مقرون بالأفعال للذين يقفون خلف الأنا الكبير ، إذا هذا الاستدراك يعبر عن حالة الشعور العام تجاه عمق القضايا المطروحة وليست السطحية منها لان عمق القضايا يعني الوصول إلى حالة الاستقرار الذي تنشده كل المجتمعات ما دام يفرض حالة العدالة والمساواة على مسطحات البحث للمجتمع بأكمله، إذا المبدعين في الحياة ليسو هم اشخص عاديين وإنما لحالات معينه ولذلك يصبح الإبداع حالة غير مألوفة للجميع لأنها تختصر على حضور معين في حياة المجتمع بأكمله ولذلك لابد من إيجاد البحث المتواصل لكي يصل إلى أي حالة من الكمال يقفون هؤلاء المبدعون وعلى أي أرضية يقفون وما هي سماتهم الخلقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية يعتمدونها هل هي حالة عابرة في حياتهم إنما حالة خاصة في حياة المجتمع قبل أن تكون معهم.. إذا لابد من إيجاد الصيغ الكفيلة بالوصول إلى معالم هؤلاء المندفعين الذين يبنون سمات حضارة جديدة خالية من العنف والتسلط والجوع والألم والتشرد والخوف والانهيار إذا لابد من جعل حالة الشعور حالة تصطحبها حالات أخرى من مرادفات الحياة النظرية لكل ما اوتيه من فكر ونظريات واطروحات نحن بصدد الذات وعلاقتها بالإبداع والاندفاع وعلاقته بالبناء هذا هو الجدل المطروح ألان على بساط البحث من هم المبدعون ولآي تاريخ ينتمون.. المبدعون هم بناة الحضارة الحقيقيون الذين يسطرون العظمة على سلم المجد والانتماء إلى عالم تسوده المحبة والجدل المستمر ما هو أهم وما هو اعظم ولأي جيل ينتمي .. هؤلاء الجنود الحقيقيون المدافعون عن الحضارة الجديدة انهم سلاح فتاك اتجاه الظلم والتخلف ولا يعيرون إلا للزمن الذي ينقلهم من عظمة إلى أخرى انهم جدليون وحياتهم مليئة بالبحث والتنظير . ليجعلوا الطبيعة حاله أخرى وتاريخهم يزخر بالعطاء الدائم وصراعهم مع الطبيعة صراع ابدي ما داموا هم يتواجدون على هذه ألارضيه بقوام صلب غير مهزوز هاماتهم تعانق الريح مهما بلغت شدته لان شدتهم هو البناء الشامخ والقوي الذي يخضع لكل التجارب التي تتبناها الطبيعة من كوارث انهم مثاليون لأنهم ثبات الإخلاق والنظم انهم سلسون في تكوين الإشكال انهم مخططون ماهرون . أناملهم تصارع الورق وأفكارهم تنسجم مع دوافعهم الانسانيه انهم طراز اٌخر من البشر ولكن يختلفوا عنه في الشكل ، انهم ثاقبون في رؤياهم للمستقبل ولحاضرهم أيضا .. انهم جديون في فهم التاريخ على انه تاريخ مليء بالقفزات النوعية التي تنقل الإنسان من موقع إلى موقع أهم وأكثر فائدة انهم جديون في أن يجعلوا حالة الانهيار حالة ميؤوس منها في تاريخهم الحديث .. انهم حقا مبدعون على طريقتهم الخاصة ولكن يبقى السؤال لماذا هذه العظمة ولأي تراث ينتمون هل الماضي والحاضر امتزاج لرؤيتهم الجادة أم هم حضاريون أكثر من الحضارة ، إذا هم ليسوا أشخاصا عاديين وإنما هم بشر له قدرة على التفاعل من اجل بناء حضاري أكثر أهمية إننا ندرك تماما أبعاد الخلفية التي يقف عندها المبدعون الذين تحتويهم الحضارة بكل جدية وأنتماء أصيل انهم فعلا بناة من نوع خاص ولذلك تدين لهم البشرية والطبيعة بحب وتقدير خاص لأنهم مرتكزات هذا العالم انهم أعمدة التاريخ بدون منازع.. انهم بناة الأرض ومفتخر الآخرة انهم جنود ليسوا وهميين انهم أبعاد التاريخ وحجمه ومساحته انهم قياس الزمن الصافي من حياة مليئة بالصفاء والاقتدار ، هؤلاء العظماء ينقلون حالة الوعي من تقدير إلى تقدير أعلى وحالة الفكر سلسلة من دراسات متنوعة ذات طبيعة اختصاصية تكون مرجع للأرض والبشرية ما يفعله العظماء تعكسه الحضارة على البشرية بنوع من الجدية والاقتدار انهم الأفعال في تغيير الجوانب المهزوزة من حياة الإنسان وعلاقته بالطبيعة انهم الأكثر فاعليه في تحديث العالم باتجاه النهضة والبناء انهم المدركون لما ستكون عليه البشرية وحالة الطبيعة والتغيير الحاصل في دوافع الانتماء وكم تكون العظمة للرجال عندما يكون مردود الحالة يفوق حالة التصور انهم رؤيا لمستقبل افضل وحياة افضل وعيش مملوء بالاستقرار والاكتفاء انهم المبدعون حقا .. انهم بناة التاريخ بكل مراحله من عصر الانحطاط إلى عصر النهضة هذا هو التواجد المعتمد ، التواجد المنشود على طبيعة منشودة قابلة للعطاء وقابلة لاحتواء الخيرين من هذا العالم الجديد.
وما أحلى عالما يسمى وبما فيه العلماء من أبناء العظماء من نشأته انه الالتصاق الحقيقي بين الأداة والتنفيذ انه المستقبل الأفضل لبناء افضل انه الإرادة الباقية في حياة الإنسان وما يتمناه لجدله القادم ما أعظم من ذلك أن يكون كل شيء في متناول الحياة يسيرا والعسر لا مكان له إلا في حدود الفرضيات من هذه الأبعاد والمنطلقات أستند الجمل على مجمل الحقائق التي تؤهله لقيادة الدور الذي رسمه لنفسه واعتبر الأنا حالة تحضير ليست جزء من فرضياته وإنما الاستعانة بها في سبيل دفع الحالة إلى مستودع الانطلاق في عموم الصحراء . هذه هي المقارنة بين الحقائق الموجودة والكامنة وراء عظمة الأفراد مع دوافع الانتماء لبلورة تلك الحقائق على الصعيد العملي .. تلك الانطلاقة هي بمثابة الهدف الذي يسعى إليه الجمل والصحراء معا واحتوائه الصفوة الخيرة من بقية الأفراد في البدء في الصراع والبناء لتحقيق الأهداف المخطط أليها حسب الرؤيا المسبقة لما ستكون عليه الصحراء وتفاعلها مع الطبيعة والمعطيات الأخرى اللازمة لتسير دفة الصراع نحو الأفضل والأفضل ، بهذه الروحية استجابت الحيوانات الآخرى الضعيفة والمستضعفة على احتواء المسيرة بكل أبعادها .. لانه لا توجد لديهم خيارات أخرى فالبناء هو أساس البنى التحتية والتظافر والمحبة هي الصورة المرتسمة لتلك المبادرة وعلى هذا الأساس دقت ساعة الصفر بالمباشرة بإعداد الخطط اللازمة ووضع الجداول الزمنية لبناء الصحراء على مراحل متفق عليها وتقسيمها إلى قطاعات وتهيئة الأفراد لهذه المهمة وتهيئة مستلزمات العمل .. وتم تقسيم الوقت على أساس الإعمال الثقيلة والاعمال البسيطة وبما أن الصحراء ذات ظروف مناخية صعبة ولا بد من تقسيم الزمن والوقت اللازم للعمل بحيث لا يؤثر على ألبنى الأساسية للشغيلة التي ستقوم بالعمل . بما انه لا يوجد ليل ولا نهار متجانس ما لليل لليل وما للنهار للنهار وحسب الكفاءة والمنطلق الأساسي هو أن تسير الخطة حسب ما هو مرسوم لها والزمن كفيل بتحقيق تلك الأهداف .
أن بروز فكرة الانتماء عند الجمل تعني بالضرورة قيام حالة النهوض عند الجيل حالة مرهونة بمتطلبات هذا العصر . ولذلك لابد من إيجاد صيغ تقوي أواصر الانتماء بين هذا الجيل والصحراء باعتبارها حالة طارئة وجاءت من مقتضيات المصلحة العامة لأنها أي الصحراء لا توازي بمثلها الغابة فالفروقات كثيرة والإيجابيات متعددة هنا وقد تكون معدومة في الجانب الصحراوي .. إذا لابد من أن تكون فكرة الانتماء فكرة حيز التطبيق وبالتالي على الجيل المنتمي لها ، أن يوفق بين حالة الرؤيا وحالة الواقع الموجود.
وعلى هذا الأساس انطلق الجمل من فكرة تقارب الأبعاد وجعلها تصب في مركز الانتماء وعدم خروج تلك الأبعاد عن دائرة الصراع الوفي والحقيقي ولكي تجسد تلك الإفكار عليه أن يوازي بين ظروف الحياة اليومية مع طبيعة العمل المراد تشغيله لكي تكون الحالة الزمنية انتماء تقاربي بين فكرة الوجود وفكرة التصرف. وهذا النمط من السلوك سيقودنا إلى معرفة الجوانب الخفية أو الحالات الظرفية التي يمكن أن تتواجد على الساحة أثناء عملية العبور وعليه فأن الجوانب الخفية قد تفسد الرؤيا وبالتالي لها مردود عكسي على مستقبل العمل الزمني وقد تكون هذه الجوانب الخفية من زاوية آخرى بروز إيجابيات تتلاءم مع الظرف الزمني وتكون هذه الحالة انسجاما مع روح العصر ومع الفعل المراد تصريفه لكي يكون الانتماء ذا مساس مباشر بحركة الفعل أي الانتماء يصبح ركائز أساسية إلى أي عمل مستقبلي مخطط له مسبقا أو تعززها الحالة الجديدة أثناء العمل ومن هنا أدرك ثانية الجمل إذا سبق الانتماء الإيمان المسبق بحتمية تغير الصحراء إلى واقع ملائم لتنشأ العناصر الداخلة إليها وهو من مسافات بعيدة أو من ظروف بيئية مختلفة وهذا الإيمان سيعطي للانتماء حالة أقوى مما هو عليه وعلى هذا الأساس فأن مسيرة العمل ستكون شاقة وجادة بنفس الوقت ومرودها سيصبح حالة مؤكدة . من هنا تأكد الجمل أن حالة النهوض القائمة على أرضية هذه الصحراء أصبحت حقيقة واقعة ولها اتباعها ونحن ندرك أن تلك الأهمية في جعل الصحراء كحالة تنتمي إلى عالم حضاري جديد له خصائصه وبنيته التحتية وحتمية وقوفه على دعامات أساسية تجعل منه حالة البقاء حالة أساسية وكذلك ما يصنعه العاملون إلى تلك الصحراء من أسس أخرى غير الأسس القائمة عليها الصحراء أن البدائل هي أنشطة محفزة للصحراء أي ما تصنعه الأيدي العاملة في مسيرة بناءه هي بدائل مضافة إلى الصحراء بعمقها. أن حركة العمل لها إدراكها وفاعليتها في جعل مرحلة الصمود والاندفاع شرط من شروطها الأساسية في تكويناتها ، إن إدراكها واعتمادها وأصالتها ودوافعها كلها أساسيات في دفع عجلة البناء إلى الأمام ولابد من أن تظهر الصحراء بثوب مضاف جديد تؤهله لاستقبال القائمين عليها بتلهف وبتحديد الموقف المثابر للطبيعة نفسها التي خلقت هذه الصحراء بوجدانية مكملة لوجدانية العالم البري أو المائي أو أي عالم ينتمي إلى هذه الحقيقة أنه شعور فياض عندما تمتلئ الصحراء باعمدة السحب ويتلطف الجو بأمطاره وتزداد الصحراء ابتسامة وكأنها تعيش أحلى أعيادها أنه يوم عظيم وجمل عظيم قائد ومحقق لتلك المقولة التي بدت بخطوة لتنتهي بأكثر من مائة خطوه نحو المثل العليا والاقتدار على مستوى التصميم والتخطيط والتنفيذ من حق الجمل أن يزهو بالانى الكبيرة التي جعلته قائد فذ في ظرف صعب وعمالة صعبة قبل أن يكون انتمائها حقيقة ملحة لهذه الصحراء التي كانت قاحلة لا نبت فيها ولا ماء .
إننا ندرك أهمية هذا الصراع بين واقع الصحراء وحركة الجمل انه صراع من اجل استمرارية البقاء وإنقاذ الجزء المتبقي من عالم المستضعفين من الانهيار أو التردي إلى حالة شبه بقاء إذا صراع الجمل مع نفسه أولا وتفاعله مع الصحراء ثانية وتفكيره الجاد بمستقبل الأجيال ثالثا هو المثلث الحقيقي لهذا الصراع ولابد من تنمية دوره على حقيقة الوجود وإيجاد المنافذ المتاحة لتحقيق فواصل إيجابية متواصلة من أجل أدراك كل الأجيال على أن تحويل الصحراء إلى عالم متغير متطور هي المقولة الأساسية التي يجب على الآجيال الحفاظ عليها بشكل واع ومستمر وما البناء الفوقي إلا وهي ركائز أساسية مضافة إلى البنى التحتية أو تدعم هذه البنى بأسيجة قوية غير قابلة للسقوط أو الانهيار بمجرد وجود حدث عرضي إذا الكل بما فيهم الجمل مطلوب منهم الاستمرار بهذا الصراع وتطويره نحو الأفضل لكي تحقق أمنية الصحراء الجديدة وما تحتويه من قوى عاملة مقتدرة على أن تكون البديل للغابة ذات الأبعاد المختفية أنه عيد قومي كبير للبدء باستقبال العاملين واستيعاب هذه الصحراء وتحويلها إلى منهج ثوري مقتدر . أن عالم الصحراء الجديد عالم الحرية والمساواة عالم الهدوء والتحضر عالم الأبدع واستيفاء شروط المحبة أنه التقدم الحضاري الجديد إذا لابد من السعي المتواصل لإيجاد حلول لبقية المعضلات التي تمتاز بها الصحراء عن الغابة وبكل المسارات والاتجاهات هذه المعضلات مرهونة بأبنائها الجدد.. بأبنائها الذين اختاروا الحياة على التهديد والقتل .
إذا أصبح الأبداع أحد السمات الرئيسية للجمل والآخرين مع أي شعارا ذا سلوك بنيوي هدفه الطموح أولا والإصرار على تحقيق هذا الطموح ثانيا.
إننا ندرك أهمية هذا الأبداع وهناك تجارب جديدة في هذا العالم المثابر اثبت الإبداع منه هو السلطة الأكثر قوة والأكثر إدراكا لما حولها ولا بد من أيجاد سبل معينة لحرق كثير من المراحل وإيجاد القفزات النوعية لاختصار الزمن وتحقيق الهدف ألا سمى هو البناء على أساس من التوازن والمحبة إذا الإدراك المتحسس وهو أحد سمات الإبداع لتحقيق عدالة القضية المنظورة بهذا التحسس والمدركة لابعاد معطياتها إذا هو صلة الربح المتوازن والربح القادر على أيجاد التكافؤ بين كل العاملين الذين همهم الوحيد هو الوصول إلى الأهداف عن طريق تحقيق العوامل المؤثرة في البناء والسلوك التصرفي في اتجاه معطيات الأهداف نفسها أي الوصول إلى الطرق المهمة الرئيسية متجاوز الطرق الفرعية في بعض الاحيان لاخذ بمبدأ الوصول السريع لان الإبداع مبني على أساس الاختصار الزمني .. أو بالاحرى محاولة الوصول إلى المفاهيم بأسرع أدراك ورؤية سليمة ولما كانت ميادين الصراع حول بعض الإبداعات التي تولدها المرحلة من خلال تزاحم القرارات وأيهما أسرع تبقى مقولة الأبداع بحيث أن تكون محصورة بالقرار الصائب الذي يحقق الأهداف ويعيد المجد للطبيعة ولأجيالها المقبلة والتي ستكون شاخصة هنا وهناك معبرة عن اكبر تظاهرة في تاريخ الصحراء وفي تاريخ هذا الجمل المقتدر الحامل لواء تلك الصحراء والذي تسير خلفه وبمعيته الملايين الملايين من المستضعفين الذين أعادوا الثقة بأنفسهم وأصبحوا قادرين على تحويل الأشياء إلى قيمتها الحقيقية إذا صلة المبدع بالمبدعين هي صلة نابعة من الإبداع الثوري لكليهما لانهما غاية لتحقيق هدف متميز في عالم الأفكار ، أنه عالم مصحوب بالنظرة الشمولية لقدسية الطبيعة كصحراء والقوى العاملة كوقود معركة حقيقية تصب كلها في تحقيق الخير للجميع بعيدا عن الخوف والبطش والإرهاب . إذا تحويل أداة الفعل من حالة إلى حالة هو بالتالي تحقيق رد الفعل إلى اقل حدث ممكن لان السلوك المميز في عالم مصحوب برؤية مستقبلية هو الهدف الشرعي الذي يمكن من خلاله كل المعارك تتحول إلى معركة حقيقية تخدم المفاهيم الصحراوية وسيكون الجمل بقواه المنتجة حالة متقدمة ورائدة لمستقبل هذه الصحراء إنها الإرادة الخيرة النابعة من ضمائر الأفعال الخيرة التي تنتمي إلى ساحة المحبة والسلام . هذه هي صفات المبدع من الإبداع وتحويل الإبداع إلى ساحة مبدعين حقيقيين انه التواجد الأكثر أهمية في عالم يسوده الانطباع الكامل بأنه وجد لسعادة الجميع دون استثناء وبالتالي توحيد الصفوف كاملة دون عيوب تذكر قد تعطي الأهمية لكي يكون الأبداع حالة من حالات المأخوذ عنها بالاستمرارية وسيصبح المجتمع بعد مرور فترة زمنية معينة الصيغة الأكثرية هي الإبداع وهو بالتالي يصبح منهجا ثوريا ويصبح الكل هدفهم الإبداع لتطوير أداة عالمهم الجديد هذا العالم الذي تحول من رقعة قاسية إلى رقعة متميزة في عالم الأفكار وإدراكا لتلك المسؤولية التاريخية التي تقع على الجمل في تسوية بعض الأمور منها النهج الأكثر نضوجا وتطور هي السير وراء الإبداع على انه حالة مطلوبة في كل وقت وفي كل ظرف لانه الأداة الأكثر تطورا للطبيعة والعاملين عليها ولذلك سوف لن يتخلى الجمل عن صراعه مع الأجيال وحثهم على الإبداع كمن سيقودهم إلى ذلك وهم القدوة الحسنة في عالم يسوده الإبداع حقا وليس كراهية.
استأثر الجمل بالمبدعين وشاهد أن حصيلة هذا الإبداع هو اختصار الزمن على حساب الصحراء وتحويلها من شكل إلى آخر وقد استأثر بقدر المبدعين أيضا على النهج السوي في تكويناتهم العملية وحصيلة هذا التكوين هو بروز أفكار جديدة تخدم الصحراء بكل ما تملك من قابليات وتحويل تلك القابليات إلى مفاهيم جديدة مضافة إلى المفاهيم التي جاء بها الجمل أول مرة .. وعلى هذا الأساس فأن هؤلاء المبدعين يجب وضعهم في إطار خاص من هذا العالم وتزويدهم بكل ما يريدونه لتحقيق غايتهم المنشودة في بناء صحراء جديدة قياسا بالصحراء السابقة . إذا المبدعين يجب أن يكونوا سادة هذا المجتمع أو قيادي هذا المجتمع لأنهم يتمتعون بقدرة عالية من الذكاء واختراقهم لحواجز الفشل دون منازع ومن هنا فأن الجمل بسلوكه هذا اثبت أنه قائد عبقري عرف كيف تسير الأمور وكيف تصبح الرسومات الرمزية إلى طرق فنية تخدم مصالح العاملين على هذه الصحراء . إذا هو بقراراته واندفاعه نحو التغير كان أساس العملية كلها وجاء الإبداع ليضيف إلى رؤيته أكثر جرأة وأكثر إدراكا لما سيحصل على المدى المستقبلي لهذه الصحراء ولهذه الأمة الكبيرة عليها التي أصبحت تعم بالكثير من الهاربين من جحيم الغابة ومن التسلط والإرهاب هذه المجاميع بدأت تشكل قوة الصحراء . وضعفا للغابة لان الغابة بدأت تفرغ من محتواها الحقيقي وهم شغيلتها والقائمين عليها إذا الشلل بدا يدب في الغابة والصحراء بدأت تغنى بالأفواج القادمة إليها واصبح المبدعون شعارهم من كان مبدعا منكم فليكن اليوم قبل غد، أنه الشعار الأكثر أيمانا بغيره بقوة وبدافع الحرص الكبير على الصحراء الحبيبة.
أدرك الجمل من باب الحذر وليس الخوف من تسلط قوى الإبداع تدريجيا على مقاليد المجتمع وتقسيمه إلى قطاعات ذات درجات مختلفة أي التسلسل الهرمي الذي لابد منه ولكن كيف يوقف حالة التداعي بالفئة المتدنية وهل تعتبر رعاعاَ قياسا بالفئات الأخرى إذا لابد من حمايتها لأنها هكذا تكون نتيجة الإفرازات ولابد من وجود قدر كاف من التكافؤ يضمن حقوق الكل حسب قدرته ومعالجته الظواهر السلبية لدى الفئة الأخرى من هذا المجتمع ولذلك لكي يصبح الجمل قادرا على الحلول تجاه أي أزمة يصادفها لابد من وضع قوانين صارمة تحد كل فئة ضمن حدود إمكانياتها ومساحة حيزها وتأثيرها وقابليتها مع الأخذ بنظر الاعتبار أن قوى الإبداع هي ذات القيادة الراشدة ولكن بحدود التزاماتها وبحدود قدرتها على أن تعتبر إبداعها جاء نتيجة تظافر الجهود المبذولة من قبل الكل في بناء هذه الصحراء آولا ، إفساح المجال للقوى المبدعة من أحرار الانتصارات تلو الانتصارات في مجتمع يسوده النظام والالتزام والهدوء هذا يعني إن هذا الالتزام والهدوء جاء نتيجة قيام الكل كتحصيل حاصل في خدمة الصحراء كل ضمن طريقته وقدرته إذ لابد من أن تكون هناك قاعدة ثابتة وهي نكران الذات وتطبيقه على الجميع دون استثناء أي أن نكران الذات مسالة لابد منها في مجتمع يطلب منه إن يكون في الصدارة قيما وقوة وأخلاقا وعداها فأن المجتمع يعيش حالة من الانشغال تدريجيا وستصبح الهوى بين القطاعات كبيرة يصعب جمعها من جديد لان الجمع في بدايته كان اندفاعا لبناء الصحراء رغم قساوتها . وعندما أثمر العمل البناء في بناء هذه الصحراء وتحقيق أكبر الأهداف لابد من وجود هفوات لا يمكن الإقرار بأن تكبر على حساب القوى المبدعة.
عندما تتعاظم الجهود وتتكأفىء الجهود الخيرة من أبناء هذه الصحراء الوفية لانتمائها والوفية لما تحتويه من خيرة المناضلين على أرضها وأولها الجمل صاحب القدرة والإبداع والمفكر ذو العقل النير الذي استطاع من خلال تأملاته الصحراوية أن ينهض بصحراء إلى مستوى عال من الحضارة وأن يدرك أبنائها الذين احتواهم الجمل بروح الصبر والتفضل والمبادرة ليخلق منهم مبدعين بعد أن كانوا لقمة سائغة بيد الأعداء يظللهم الخوف والتشريد والإرهاب في كل مكان ليس لديهم أرضية يقفون عليها لكي تحميهم من الغدر والخيانة انهم رحل من هنا وهناك أعماهم التفكير تارة والحاجة تارة أخرى وأصبح الخوف يشكل معضلة أساسية في كل حياتهم بالاضافه إلى معضلة التفتيش عن محصولهم اليومي الذي يمنحهم البقاء ، إنها حياة كانت صعبة ولئيمة و ألان بانتقالهم إلى موقع آخر لابد من التفكير بإيجاد حماية ذاتية لهم يزيل عنهم الخوف نهائيا.
أدرك الجمل أن يستفيد من خبرة المبدعين البناة الحقيقيين لحضارة الصحراء الجديدة وأن يسلمهم القرار الذي كان اشد وقعا عليهم ووضعهم في امتحان عسير كيف نحمي أنفسنا بانتمائنا لهذه الصحراء كانت الإجابة تنتقل من حيز إلى حيز لتجد طريقها. إذا أصبح المبدعون أمام واقع جديد واقع الأخذ بنظر الاعتبار هواجس الجمل وكيف تحويل الهواجس إلى حقائق ملموسة يستفاد منها الجميع، نهض المبدعون من على مقاعدهم الوفيرة واشغلوا تفكيرهم في اتجاهات متعددة لكي يجدوا فكرة أو خطة أو مجرد حركة تدلهم على هذا الواقع الجديد من العمل أنه موقع الحماية الذاتية وكيفية تحقيقه لصحراء واسعة ممكن أن تستغل من قبل الأعداء التاريخيين..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق