هــول الـضــيـــاع
************************
قِفْ يا زمانُ دقائقاً و ثواني..
إني على متن القريض أُعاني..
تتخبطُ الأمواج بي في بحرهِ،،
إذ كنتُ ،،،بالبحّارِ و،،الربّانِ ..
حتى غدوت ببحره (مُتفاعلن..
متفاعلن متفاعلن) مُتفاني..
فاستوطَنتْ برحاب صدريَ أحرفي..
و رستْ قوافي الشعر في شُطآني.
.
أرّقتُ فيه مشاعري و خواطري ..
وعزلتُ فكري عن هُدى إنساني..
غيّبتُ حِسّي و اسْتكنتُ لوِحدتي..
و هجرتُ عطفي.. جاهلاً لحناني...
فالحزن في جوفي يُترجم خيبتي...
والبؤس في عيني وفي أجفاني...
****
لا فرق بين مغبّتي و محبّتي...
فكلاهما روحٌ بجسمٍ فاني....
فاستجْمرَ الحب السنين بداخلي..
واستنكَرتْ أهواءهُ أزماني...
دهري و دهر الراقصين على النوى..
مقسومُ في كف الدُجى الحيرانِ...
كل المطايا لم تواكب رحلتي..
والحِبرُ جفَّ و قصّتي بيتانِ..
انا عِشْقُ معشوقٍ وعشقُ العاشقِ الـ..
معشوقِ من عِشقِ العشيقِ الـوانِ..
أنا حُبُ من حب الحبيب وحُب من...
أحببته حباً ،،،وحبي الجاني..
قد جئتُ و الآمال ماتتْ في يدي..
لتموتَ في جنّبيَّ فيضُ أماني ..
و غدوتُ في الدرب المرير تأزُّني..
ريحُ الأسى فتسقسقتْ أركاني..
فتثائبَ البركان في حلقي وفي..
شهقي وزفري و استبدَّ كياني...
*****
كل المساعي حول أوتاد الهوى..
لم تستجبْ لتزلُّفي و رهاني...
كل المتاهات التي شطّرتُها..
لم تنجلي والتيهُ شدَّ عِناني..
كل المساحات التي لوّنتُها..
لم تُزْهِها حبري و لا ألواني..
خيبّتُ إحساسي لأُرضيَ غفلتي..
و ذبحتُ نومي كي أرى وجداني..
لملمتُ أفكاري فبعثرها الجوى..
أطفأتُ شمعيَ،،،أُشعِلتْ أحزاني..
قاتلتُ موتي و احتضرتُ بغيرهِ..
ودفنتُ قبري كي أموتَ مكاني..
أبْكيتُ عينيّا لإضُحك مُهجتي..
أضْحكتُ قلبي من بُكى شرياني..
أسْرعتُ عكس مهبّتي فتَسَارعتْ..
تحتي و عكسَ تَسارُعي..كُثباني..
والعادياتُ السابحاتُ تدُلُّني..
فيضيعُ بين خرائطي بُرهاني..
ما زلتُ أجهل وِجهتي و توجّهي..
ما زلتُ صبّاً خلف من أجفاني..
ما زلتُ أكدحُ في دروبِ مشقّتي..
ما زلتُ أنحتُ في الغوى عنواني..
******
ما عاد لي قلبٌ ولا عادتْ تَرى..
صفو الوجود و لونهُ عيناني..
ما عاد لي شدوٌ بأنغام الهوى...
أو عزفُ أوتارٍ لهُ ألحاني...
و تجمّدتْ أمواجهُ إذ ليس في..
بحر الهوى في داخلي هيجانِ..
****
شاختْ غصونُ الحبِّ حيث تساقطت..
أوراقهُ الصفراء في بستاني...
فهززتُ شعري كي أُساقط أحرفي..
فاستوحشْ المعنى على أغصاني..
فزرعتُ في جدب السطور مآربي،،
فاعشوشبت شعواءَ في ديواني،،
جمّعتُ بعضي في غريب حكايتي..
و تركتُ بعضي رُبّما أنساني...
فنسيتُ من هول الضياع..بقيتي..
و نسيتُ في ظهر السطور بناني..
أنا شاعرٌ ضيميُّ أكتب دائماً..
بين الظلامِ ومغمضُ العينانِ..
فطرقتُ باب الغيب أطلبُ حِصتي..
و خرقتُ حدّي و استرقت بياني..
هي سدرةُ الغيبِ التي من حولها..
رصدٌ يقارع في النهى شيطاني..
لله دري كم تلَخبط في المدى...
بوحي و همس الجنِ في آذاني..
لله دري يا قصيدةُ ها أنا،،،
متفلسفٌ بالوصف ما أدهاني،،
فـايــز الـعـبـســي..